بترحاب شديد أستقبلت (سحر) والدها العائد من بلاد الغربه
كانت سحر تعنى كل شئ لوالدها (حسن) بعد ان غيب الموت ام سحر تاركة طفله وحيده لم تتعدى الخمس سنوات رفض حسن بعدها الزواج وكرث كل حياته لأبنته الوحيده سحر
فكان حسن خير أب وفر لأبنته كل سبل العيش الكريم الى أن شبت وأصبحت فى ريعان شبابها وهى تستعد للمرحله الجامعيه
وكان (حسن) قدغادر الى بلاد الغربه لتحسين دخله وايفاء متطلبات ابنته الجامعيه التى كان يدللها كثيرا
بعد أن أنفض الأهل من البيت الذى عادت اليه سحر وهيائته لأستقبال والدها
جلس كل من الأب وأبنته والشوق يحفهما يتبادلان الحديث
فقد كان حسن أكثر من والد بالنسبه لأبنته
فقاطعها قائلا:ماهذا لماذا ترتدين هذه الملابس الضيقه أرى أنك قد تغيرتى
فانتفضت واقفه وهى تقول :أبي كل البنات هنا تلبس مثلى ثم أردفت سريعا ساعد لك كوب شاي أرادت أن تنهى به النقاش
ثم تحركت سريعا نحو المطبخ وهى ترمى بوشاحها الذى لايستر الا القليل من راسها باحد المقاعد وتشمر عن ساعديها وهى تختفي بداخل المطبخ
فعاجلها والدها قائلا: يابنتى مالنا والناس نحن لانترك عاداتنا وتقاليدنا من أجل مجاراة الأخرين
فأطلت من باب المطبخ وهى تقول:الأيمان والتقاليد هنا وهى تشير الى راسها
ثم أردفت وهى داخله أنتم معشر الرجال من تختزلون النساء فى أجسادهن
ضحك حسن وهو يقول:يبدو أن الحياه الجامعيه غيرتك كثيرا
ظهرت مره اخرى وهى تحمل كوب الشاى وقطرات من الماء تتساقط منه وهى قائله :لم أتغير ولكنها الحقيقه
فى اوربا تسير النساء فى الشوارع وهن شبه عاريات ولا يتحرش بهن احد ثم عادت للمطبخ لتكمل عملها
فقال والدها:ومن قال لك ذلك ؟
لكن هذه المره لم يجد اجابه
فاخذ يردد ومن قال لك ذلك
وفجاءه ظهرت سحر وهى تستند على الباب باحد يديها وتضع يدها الأخرى على فمها
فأسرع والدها ممسكا اياها ثم أجلسها على أقرب مقعد وهو متسائلا عما يعتريها فأجابته بانها تشعر بغثيان
دقائق معدوده وكان حسن ينطلق بعربته مسرعا الى أقرب مشفى ليقابلان الطبيب
الف مبروك قالها الطبيب وهو يزيح الستاره ,أبنتك فى الشهر الثانى من الحمل
وقع الخبر كالصاعقه على (حسن) ففغر فاهه ثم مالت راسه على كتفه وأبنته تصرخ أسرع المسعفون بحسن الى غرفة الطوارئ وسط صرخات ابنته التى يبدو انها تفاجأت مثل والدها ولكن حال أبيها أنساها صدمتها
بعد ثلاثة ايام فى غرفة الأنعاش كانت سحر تقف بجانب والدها وهو يتمدد على الفراش الأبيض وقد التوى فكه الأسفل معلنا شلل الأب المكلوم
وقفت بجانبه وهى ممسكة بأحد الشبان والدموع تملاء وجهها وهى تقول هذا زوجى نعم هذا زوجى
وبحركه هستيريه تخرج ورقه من حقيبتها وهى تشير للورقةوهى تقول: نعم ورقة زواجنا العرفي وعندما نتخرج سنتزوج انا وشريف
ثم أضافت شريف أبن عائله محترمه من الأسر الثريه المعروفه هنا وسيخبر والده وسياتى معه ليتم زواجنا
أليس كذلك ياشريف؟
كان شريف شاب نحيل زميلها بالجامعه فى مقتبل العشرينات يقف وهو يحرك راسه مؤكدا على حديثها
وهى تواصل هذيانها نعم أبي أنظر الى الورقه هنا شاهدان وقعا عليها وهو عقد زواج صحيح و.......
بداء حسن يتشنج محاولا أن يحرك جسما أعدمته أبنته بفعلتها الشنيعه وهو يحرك راسه بقوه
صرخت سحر فدخل الطبيب مسرعا وهو يحاول تهدئة الوالد المتشنج ولكن كانت روحه الأسرع وهى تفارق جسده معلنة موت جسد يربطه بابنته التى اتت بتلك الفعله الشنيعه
وكانما يقول :لن ارضي بشئ يربطنى بك حتى وان كان جسد مشلول
تركها وهى غارقة فى بحر دموعها وأحزانها وهى ممسكة بورقه أرادتها قشه تعبر بها الى بر الأمان
فغاصت بها الورقه عميقا الى مستقبلها المظلم