لمّا كان هذا المرء في ارتحال .. لمّا كان العقل والقلب في انشغال؛
كان لابد من وقفة! .. كان لابد من سؤال:
هل رُدّت إليه الروح؟ أم كان غيما دون هطال؟
أو كان أملا لايعد بأكثر من أمل السياب
حين قال:
تثاءب المساء والغيوم لاتزال ...
تسح ماتسح من دموعها الثقال
كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام
بأن أمه التي أفاق قبل عام
وحين لج في السؤال
قالوا له:
غدا ستعود .. لابد أن تعود!
فَهَــلْ رُدَّت إليـْـهِ الــرُوح؟
يانَائِـحَ البُعدِ كـمْ يُشجيــكَ ذا سَـفَــرِ
أنْ تَبْتُـل الليْـلَ فِي عَـزْف ٍعلى أثَـــرِ
تسْتـافُ مِنْ مُهْجَـةِ الأشْوَاقِ بُردَتَــهُ
بَــدراً مُنِيــراً يُضِـيءُ النََفْـسَ بالنِيَـــرِ
عَيْنـاكَ مِصْبَاحُ لَيْـلٍ شَـحَّ نَـاظِــــرُهُ
لَمَّـــا تَبَـــدَّى لَّـهُ الدَّيْـــجُورُ كَـالقَــــدَرِ
مَـاضٍ وَلِلقَلبِ رُهْبَــانٌ بِحَضْرَتِـــــهِ
قَدْ عَلََقُــوا الوَصْـلَ كَالقُرْبَـانِ بالـزّ ُمَـرِ
وَالعَـوْدُ أسْـرَابُ أَحْــلامٍ يُعـَاجِـــــلُهُ
مَيْـدُ الصَّحَارِي لِبَأْسِ العَاصِفِ الشَّزِرِ
لَمَّــا أقـــلَّتْ حَـنِيــنَاً ذَروُ لَاعِـجِـــــهِ
وَالوَعْــدُ يُزْجِيِـــهِ أيْــامَـــاً عَلى نَـــزَرِ
رَاغَـتْ غُيُـومَاً ثِقَالاً دُونَ هَاطِلِـــــهِ
فالْتَــامَ فِي رَكْمِـــه الخَيْبَـــاتُ بِالكَـــدَرِ
مَاالعَيْشُ إلا رُكُوبَاً فِي حِمَى سُجُـــرِ
وَالعُمْـــرُ تَوْقِـيــــعُ أجْـــرَاسٍ بِلادِيَــــرِ
بُشْــرَاكَ قَدْ عَـادَ للمِضْنِيِ بَهْجَتُــــهُ!
فَارْتَــدَّ لِلـوَجـــهِ قَـسْمَــاتٌ مِـنَ الثَغَــــرِ
رُدَّتْ لَـهُ الــرُّوحُ أَطْيَـــافَـاً تٌخَاتِلَــــهُ
ذِكْـرَى بِجُدْرَانِــهَا فَيْــضٌ مِنَ الصُّــوَرِ
بقلمي
خطوة أخيرة على عهود العشرين...
فأحببتها ميلادا جديدا
أهديها لأهل الفصيح
مودتي
09:28