نساء في قمة العالم.. يتفوقن على الرجال ويحكمن بلادهن

نساء في قمة العالم.. يتفوقن على الرجال ويحكمن بلادهن

يشهد العالم اليوم تفوق نسائي سياسي في بعض بلاد العالم فقد فازت مرشحة يسار الوسط ميشال باشليه في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في تشيلي لتصبح اول امرأة تشغل منصب رئيس الدولة في هذا البلد وفي اميركا الجنوبية.

واعلنت وزارة الداخلية بعد فرز 99% من الاصوات ان باشليه حصلت على تأييد 53,49% من الناخبين مقابل 46,5% لخصمها اليميني سيباستيان بينيرا. وقد فازت على المتعهد الثري في كل مناطق البلاد باستثناء اراوكانيا (جنوب).

وهنأ الرئيس المنتهية ولايته الاشتراكي ريكاردو لاغوس في اتصال هاتفي الرئيسة الجديدة. ورأى ان "مهمتها ستكون صعبة" ووعد بدعمها. وقال ان "قدراتك ستمنحنا حكومة عظيمة وسيدة عظيمة على رأس البلاد".

من جهتها تحدثت باشليه امام عشرات الآلاف من مؤيديها عن والدها الذي كان جنرالا وسقط ضحية للدكتاتورية ووعدت بان تكون في خدمة المواطنين على رأس بلد "سيفاجىء العالم" قبل 2010 .

وقالت باشليه (54 عاما) "لم تكن حياتي سهلة وتعرفون ذلك. لكن من كانت حياته سهلة؟".

ومثل والدها الجنرال الذي كان قريبا من الرئيس سلفادور اليندي سجنت باشليه وتعرضت للتعذيب في عهد الجنرال بينوشيه ثم ابعدت مع والدتها انجيلا خيريا قبل ان عتود لانهاء دراستها في الطب في تشيلي.

وقالت وزيرة الصحة والدفاع السابقة في حكومة ريكاردو لاغوس "هناك شخص سيشعر بالاعتزاز هذا المساء. انه ابي. اشعر انني قريبة جدا منه". واكدت ان "العنف الذي خرب ما تحبه" دفعها الى تكريس حياتها "لقلب مجرى الامور". وتابعت انها "ورثت عن والدها حب تشيلي والتشليين وتفانيه وحبه للنظام".

وقالت باشليه ان تشيلي التي انهت حكم الدكتاتورية منذ 16 عاما "ستفاجىء العالم ببرهنتها على انها بلد يمكنه ان يصبح مزدهرا من جديد".

ورأى رئيس اللجنة السياسية للحملة الانتخابية لباشليه الاشتراكي سيرجيو بيطار ان فوزها "تاريخي مشيرا الى "انها المرة الاولى التي تنتخب فيها امرأة رئيسة بالاقتراع الشعبي في اميركا الجنوبية".

وقال السناتور الديموقراطي المسيحي اندريس زالديفار العضو في اللجنة الانتخابية "يجب ان نهنىء اليوم اول رئيسة في تشيلي. ستكون رئيسة لجميع التشيليين حتى اولئك الذين لم يصوتوا لها".

واعترف بينيرا بهزيمته وهنأ باشليه معتبرا انها "رمز لنضال ملايين النساء اللواتي يسعين للوصول الى المواقع التي تعود لهن".

وقالت باشيليت لآلاف من انصارها المبتهجين خارج مقرها الانتخابي في وسط سانتياجو "من كان يفكر قبل 20 او عشر او خمس سنوات ان شيلي ستنتخب امرأة رئيسا؟ اشكركم لدعوتي لقيادة هذه الرحلة."

وباشيليت طبيبة ووزيرة دفاع سابقة تبلغ من العمر 54 عاما وسجنت وتعرضت للتعذيب خلال حكم الدكتاتور اوجيستو بينوشيه الذي استمر من عام 1973 حتى عام 1990 قبل ان تعيش في المنفى في المانيا الشرقية سابقا وفي استراليا .

وستصبح باشيليت رابع رئيس لشيلي على التوالي من نفس المجموعة السياسية التي تدير البلاد منذ عام 1990 .

ومن المقرر ان تؤدي اليمين لتولي منصبها الجديد في 11 مارس اذار .

ويعزز انتصار باشيليت تحولا الي اليسار في امريكا اللاتينية حيث يدير اليساريون الان الارجنتين والبرازيل واورجواي وفنزويلا.

وسيتولى اشتراكي الرئاسة في بوليفيا قريبا كما ترجح المؤشرات فوز مرشح يساري في انتخابات الرئاسة التي ستجري في المكسيك في يوليو تموز.

وفي اتجاه قاري بعيد وتحديدا في ليبيريا تقسم ايلين جونسون سيرليف اول امرأة تنتخب رئيسة في افريقيا الاثنين اليمين الدستورية امام حشد من رؤساء الدول والشخصيات في مونروفيا في يوم تاريخي في ليبيريا البلد الصغير في غرب افريقيا الذي دمرته الحرب الاهلية.

وكانت هذه الارملة البالغة من العمر 67 عاما والتي عملت في البنك الدولي بصفتها خبيرة اقتصادية انتخبت رئيسة في الثامن تشرين الثاني/نوفمبر 2005 ضد النجم السابق لكرة القدم جورج ويا الذي تخلى في نهاية المطاف عن شكوى بحصول تزوير.

وينهى اداؤها اليمين الدستورية الذي سيلي اداء اليمين في البرلمان المنبثق من انتخابات 11 تشرين الاول/اكتوبر سنتين ونصف في السلطة لحكومة انتقالية شكلت في نهاية الحرب الاهلية والتي غالبا ما وجهت الى عجزها وفسادها الانتقادات.

واعلنت سيرليف في تجمع لجمعيات نسائية مساء الاحد انها تأمل في النجاح في تحسين وضع بلد دمرته الحرب الاهلية. ودعت "نساء ليبيريا وافريقيا الى العمل لننجح". وقالت امام مئات لنسوة اللواتء تجمعن لدعمها في ستاد انطوانيت توبمان في مونروفيا "يجب ان ننجح". واضافت سيرليف "يجب ان ننجح لاننا نمثل تطلعاتنا وآمالنا وسننجح لان شعبنا في ليبيريا بحاجة الى النجاح".

وتعهدت في خطابها اعادة الامل لدى الشبان الذين لم يعرف معظمهم سوى الحرب. وقالت "سنعمل من اجل ان يستعيد اطفالنا ابتسامتهم ومن اجل ان يحبوا بلدهم ويفخروا بها".

واتخذت تدابير امنية مشددة في الايام الاخيرة في العاصمة مونروفيا وخصوصا حول الرئيسة المنتخبة.

وفي هذه المهمة تلقى عناصر بعثة الامم المتحدة في ليبيريا دعم الجيش الاميركي الذي ستجوب اثنتان من سفنه شاطىء مونروفيا.

وتبدو مهمة سيرليف بالغة الصعوبة لأنها ستضطر الى اعادة بناء كل شيء في هذا البلد الذي اسسه في 1847 عبيد اعتقوا وجاءوا من الولايات المتحدة. وتواجه ليبيريا صعوبات اقتصادية كبيرة بعد ان دمرتها سنوات حرب اهلية (1989-2003) اسفرت عن مئات الاف القتلى والمهجرين وستحتاج الى مساعدة المجموعة الدولية لانهاضها.

وبدأت لورا بوش زوجة الرئيس الامريكي جورج بوش جولة تستغرق اربعة ايام في غرب افريقيا يوم الاحد بالاشادة بأول امرأة تنتخب رئيسة في القارة الافريقية.

وقالت بوش عن ايلين جونسون سيرليف التي ستحضر حفل تنصيبها يوم الاثنين "انها تقدم نموذجا مهما جدا للفتيات الصغيرات في القارة وفي كل انحاء العالم.

"نموذج مشرق لنا جميعا."

وفازت جونسون سيرليف على نجم كرة القدم المليونير جورج واياه في جولة اعادة بانتخابات الرئاسة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني وتعهدات بمداواة جروح حرب اهلية دامية استمرت 14 عاما وانتهت في عام 2003 ولكنها خربت ليبيريا وادت الى قتل 250 الف شخص.

وحثت بوش الرئيسة المنتخبة لليبيريا على الوصول الى الشبان الذين لم يؤيدوها.

وقالت للصحفيين وهي في طريقها الى العاصمة الغانية اكرا "احدى المشكلات في ليبيريا هي وجود عدد كبير من الشبان العاطلين والشبان متأثرون جدا بجورج وياه لاعب كرة القدم... رغم ان السيدة جونسون سيرليف فازت بنسبة 59 في المئة من الاصوات."

واضافت انها احضرت معها"التزام حكومة الولايات المتحدة بالوقوف الى جانب ليبيريا وشعب ليبيريا خلال اعادة بناء بلدهم."

وقال مسؤول امريكي كبير ان واشنطن تعهدت بتقديم مليار دولار لمونروفيا فيما بين عامي 2004 و2006 معظمها لقوات حفظ السلام.

لعن الله قوما حكمته امرأة